نزل الآلاف من العمال الأوروبيين الى الشوارع في تظاهرات للتعبير عن غضبهم إزاء الإجراءات التقشفية الآخذة في الاتساع، و ذلك بأمل توجيه رسالة الى المفوضية الأوروبية التي كانت عرضت إجراءات تهدف الى فرض غرامات على دول منطقة اليورو التي لا تخفض ديونها في شكل سريع أو تبالغ في إنفاقها.
ففي عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل، تظاهر أمس الاربعاء عشرات آلاف الأشخاص احتجاجاً على برامج التقشف في أوروبا، و قد عمدت الشرطة الى تنفيذ اعتقالات وقائية.
وقال الأمين العام للاتحاد الأوروبي للنقابات جون مونكس “نزل العمال الى الشارع مع رسالة واضحة الى قادة أوروبا: “ما زال الوقت سانحاً لتفادي التقشف وتغيير الاتجاه”.
وحذر من أن تطبيق تدابير التقشف التي اتخذتها معظم الدول الأوروبية لخفض العجز “سيكون له آثار كارثية على الأفراد والاقتصاد”.
وقال الأمين العام لاتحاد العمال الفرنسيين برنار تيبو من بروكسل “نحن هنا لنرفض الخطط التقشفية، سواء اتخذت بضغط من الدول أو المؤسسات الأوروبية”. ”
وتزامنت تظاهرة بروكسل مع تحركات في العديد من الدول الأوروبية، وخصوصاً في إسبانيا التي شهدت اضراباً عاماً هو الأول في ولاية رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو وتظاهرات في مدن عدة وخصوصاً في مدريد وبرشلونة، معلنين العزم على انتهاج خطة إصلاح مماثلة لما أعلنته باريس بشأن تعديل أنظمة معاشات التقاعد وزيادة سنوات العمل للحصول على معاش كامل، ومن المطالب الاساسية للمضربين الغاء الاصلاحات في سوق العمل التي تنفذها الحكومة بحجة الازمة الاقتصادية، وحسب راي النقابات ان هذه السياسة تؤدي بالنتيجة الى ارتفاع نسبة البطالة في اسبانيا التي بلغت حاليا 20 % .
وتكدس الفرنسيون المتوجهون إلى أعمالهم أمس في الحافلات والقطارت المزدحمة وشلت الحركة في المطارات بعد ان بدأ العاملون في القطاع العام اضرابا جديدا ما أدى الى خفض حركة القطارات والحافلات الى النصف في باريس وأسفر اضراب مراقبي حركة الطيران عن تعطيل 80 في المئة من الرحلات من فرنسا وإليها. و قد تسبب إضراب أمس في تكدس حركة مرور السيارات على امتداد 150 كيلومترا حول باريس.
وأغلقت العديد من المدارس أبوابها كذلك في عاشر إضراب خلال عشرة اشهر يقوم به المدرسون احتجاجا على خطط زيادة اللامركزية في إدارة المدارس ما يهدد آلاف الموظفين بخسارة وظائفهم