أصبح جاهزا لتسليمه للأندية جيار يوقّع على دفتر الشروط الخاص بالأندية المحترفة

وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار
أخيرا أصبح دفتر الشروط الخاص بالنوادي الرياضية المحترفة جاهزا للتطبيق، بعد ما قام أمس وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار بالتوقيع على القرار المتضمن بنود دخول الفرق إلى عالم الإحتراف بداية من الموسم الكروي 2010 / 2011.

ويأتي دفتر الشروط الذي أصبح جاهزا، إمتدادا لعملية التحول التي باشرتها منذ أسابيع الأندية الرياضية الجزائرية المنتمية للقسمين الأول والثاني إلى شركات تجارية رياضية. وبالموازاة إلى ذلك، كانت لجنة مختصة على مستوى الوصاية متكونة من قانونيين، تقنيين ومحاسبين، قامت بتحضير دفتر الأعباء، بعد دراسة شاملة ومدققة لواقع الأندية وكرة القدم في الجزائر. كما إستندت اللجنة الوزارية المختصة في ضبط دفتر الشروط الخاص بالجزائر، على دفتر شروط الفيفا الذي كانت الإتحادية الجزائرية (الفاف) تلقت نسخة منه.
و يحتوي دفتر الشروط على الإطار القانوني العام الضروري لتطبيق الإحتراف، وفق ما تنص عليه القوانين العامة للإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والتي تتضمن العديد من الشروط والإلتزامات، سواء من الناحية الرياضية البحتة، وارتباطها بالناحية التجارية والإقتصادية، والتي يتوجب على كل نادي رياضي هاوي استيفاءها للإلتحاق بالبطولة الإحترافية .
وفي ذات السياق، يحدد دفتر الأعباء أيضا العلاقات التي تربط الأندية المحترفة بالرابطة الرياضية المحترفة، بصفتها الهيئة المعنية بتنظيم الفرق والبطولة الإحترافية .
ومثلما هو معلوم، فإن دفتر الشروط يضبط الأمور القانونية والتنظيمية المسيّرة للإحتراف، والتي ترتبط بعدة مجالات أولها الحرص على التأطير الرياضي والتقني الجيد للفريق المحترف، بالإضافة للإطار العام الذي يحدد العلاقات داخل الشركة الرياضية ما بين جميع الأطراف كلاعبين ومسيرين الذين يصبحون كموظفين أو عاملين تابعين لمؤسسة إقتصادية ذات طابع رياضي يسيرها مدير عام .
الجانب الثاني الذي يحدده دفتر الشروط يتكون من شقين، الأول يتعلق بالمنشآت الرياضية القاعدية التي يجب على الفريق المحترف أن يمتلكها، بداية من ملعب كبير للإستقبال لا تقل سعته عن 10 آلاف متفرج، كما يحتوي على جميع المرافق الضرورية التي تشترطها الفيفا من أجل إعتماد ملاعب كرة القدم. ولا يقتصر هذا الشق على ملعب للإستقبال، وإنما دفتر الأعباء يشير إلى ضرورة إمتلاك عدة ميادين معشوشبة طبيعيا أو إصطناعيا في حالة جيدة للتدريبات. أما الشق الثاني من هذا الجانب، فيطالب الأندية بفتح مراكز تكوين للشبان، من أجل تطوير اللعبة وفق أسس علمية .
ولعل أهم نقطة ترتبط بعالم الإحتراف مقارنة بواقع كرتنا السابق، تتمثل في الجانب المالي، حيث يضبط دفتر الأعباء بكيفية دقيقة، الأمور المالية للشركة الرياضية، ووضعية المحاسبة فيها، كما يدعو إلى الشفافية في التسيير، وهي النقطة السوداء التي طالما حامت حولها الشكوك في فرقنا التي كانت بدون إستثناء، تسيّر بطرق ملتوية ومشبوهة، ما جعلها في الكثير من الأحيان تصطدم أمام رفض الجمعيات العامة المصادقة على الحصيلة المالية، ورفض مصالح مديريات الشبيبة و لرياضة عبر الوطن الموافقة عليها أيضا.
وإذا تعودنا سابقا الحديث عن الجانبين الرياضي والمالي، فإنه لأول مرة أصبح لدينا إطار قانوني يحدد مسؤوليات الفرق أيضا من الناحية الأمنية داخل المنشآت الرياضية خلال إجراء المباريات الرسمية، حيث يلزم دفتر الشروط الأندية على إستحداث منصب مسؤول على الأمن مهمته الأساسية السهر على إجراء اللقاءات في أحسن الظروف بالتنسيق مع قوات الأمن طبعا. من جهة ثانية العمل على تأطير لجان الأنصار التي سيعطى لها دور في العملية الأمنية مثلما هو معمول به في جميع أنحاء العالم في أكبر الفرق المحترفة.
في الأخير يحدد دفتر الأعباء إلتزامات الإدارة المكلفة بالرياضة، و المتمثلة في الرابطة الوطنية المحترفة التي من المنتظر أن ترى النور على هامش إجتماع المكتب الفدرالي القادم المقرر يوم 15 جويلية الجاري، إضافة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) بمثابتها الهيئة الكروية الأولى .
وفي سياق متصل، وبعدما أصبح دفتر الشروط جاهزا عقب توقيعه من طرف وزير الشباب والرياضة، من المنتظر أن تباشر الإتحادية عملية توزيعه على الأندية هذا الأسبوع .
يذكر أن الإتحادية كانت مددت آجال إيداع ملفات الإحتراف إلى غاية 15 جويلية الجاري، بعد ما كانت محددة بتاريخ 30 جوان الماضي، وذلك لعدم تمكن الكثير من الفرق من تحضير ملفاتها لأسباب عديدة. في وقت عبر فيه معظم رؤساء الفرق عن غضبهم من المشاكل التي كانوا وجدوها في إستخراج بعض الوثائق الإدارية بسبب الإجراءات البيروقراطية . من جهة أخرى كانوا تساءلوا عن سبب التأخر الحاصل في ضبط دفتر الشروط الخاص بالإحتراف