أدباء يشيدون بدور وطار في التأسيس للفعل الثقافي

نظم منتدى الإعلام الثقافي التابع للديوان الوطني للثقافة والإعلام، سهرة الثلاثاء، بقاعة الأطلس بالجزائر العاصمة أمسية أدبية تكريما لفقيد الساحة الثقافية الجزائرية الروائي الطاهر وطار بمشاركة نخبة من الأدباء الشباب الذين وقفوا وقفة عرفان لرجل كان له الدور البارز في التأسيس للفعل الثقافي وتشريف الأدب الجزائري المكتوب باللغة العربية .
استهلت السهرة التكريمية التي حضرها جمع من المثقفين والإعلاميين بعرض مقاطع من شريط فيديو عن آخر لقاء جمع الأديب الراحل مع وسائل الإعلام الوطنية ضمن برنامج ” موعد مع الكلمة ” الذي ينظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام. وقد ظهر الأديب الطاهر وطار في هذا الشريط بوجه شجاع كأنه هزم المرض الذي نخر جسده ليروي يوميات أخر ما كتب تحت عنوان “قصيد في التذلل ” وهو على الفراش يصارع الموت.
وكان أول من قدم بعض المقتطفات القصصية سعيد حمودي رثا فيها الراحل الذي يعد خسارة للأدب العربي وصوتا روائيا فريدا أسس للرواية “العربية” بالجزائر في ستينيات القرن الماضي وواصل إنجازاته المهمة إلى أن وافته المنية.
كما كانت الإعلامية والقاصة زهية منصر حاضرة في هذه الوقفة الأدبية حيث قرأت على الحضور بعض المقتطفات تحت عنوان “نقوش على قبر نجمة ” وهي عبارة عن رثاء لروح الفقيد الذي أسس لفن الرواية المكتوبة بالعربية مباشرة برفقة الراحل عبد الحميد بن هدوقة لكتابة والقراءة الإبداعية للمرة الأولى في تاريخ الجزائر الحديث وليصبح وطار خاصة بعد رحيل بن هدوقة المبكر أهم كاتب عربي بالجزائر طوال النصف الثاني من القرن العشر.
وقرأ القاص الخير شوار بعض النصوص القصصية بهذه المناسبة التي تمجد ذاكرة ومشوار الراحل الزاخر بالعديد من الإنجازات منها تأسيس جمعية الجاحظية سنة 1989 وتأسيسه للعديد من الجوائز منها جائزة مفدى زكريا التي كانت في البداية جائزة وطنية ثم تحولت إلى جائزة مغاربية إلى جانب جائزة محمد سعيداني.
وبعد ذلك صعدت إلى المنصة الشاعرة هاجر قويدري لتقرا هي الأخرى بعض المقاطع بهذه المناسبة وهي قراءات مليئة بالأحزان على ذهاب أحد كبار المثقفين.
كما حضر هذا اللقاء ابن أخ المرحوم رياض وطار الذي لم يجد الكلمات للتعبير عن هذه الخسارة وكيف خطفه الموت عن الجزائر والوطن الذي كان يحبه ويتمسك به إلى آخر رمق من حياته وقال أن الراحل الطاهر وطار هو ليس فقط ملك لأسرته بل للجزائر كلها حيث سعى الفقيد طوال حياته إلى خدمة الثقافة العربية و المساهمة في ترسيخ القيم الإنسانية الوطنية في المجتمع العربي.
ومن بين الشهادات الحية التي قدمت بهذه المناسبة كانت للإعلامي محمد بغالي الذي لم يبخل هو الآخر على الحضور في تقديم جملة من الإنجازات والإسهامات الثقافية والأدبية للفقيد وتكريسه لحياته من أجلها.
ومن جهته قدم الناشر احمد ماضي صاحب دار الحكمة بعض الشهادات الحية عن الراحل الأديب الطاهر وطار كمجاهد ورائد للرواية العربية .
وأجمع الأدباء الذين شاركوا في السهرة التكريمية في تصريحات لموقع الإذاعة الجزائرية على الدور الكبير للروائي الطاهر وطار في التأسيس للفعل الثقافي والتعريف بالأدب الجزائري بالنظر إلى الجهود الكبيرة التي بذلها على مستوى جمعية الحاحظية حيث كان له الفضل في تأسيس أهم جائزتين إبداعيتين في الجزائر.
ويتعلق الأمر بجائزة مفدي زكريا للشعر وجائزة الهاشمي سعيداني للرواية ، كما واكب الفقيد بأعماله التحولات التي شهدها المجتمع الجزائري منذ الاستقلال.

زهية منصر : عمي الطاهر الكاتب الوحيد الذي دعم الأدباء الشباب
وفي هذا الصدد قالت الكاتبة والإعلامية زهية منصرإن الروائي الطاهر وطار كان الكاتب الوحيد الذي دعم الأدباء الشباب من خلال نشره لأعمالهم عبر جمعية الجاحظية و تأسيسه لجائزتي مفدي زكريا والهاشمي سعيداني .
وأضافت المتحدثة أن الكتاب الشباب يفتقدون اليوم إلى رمز في مستوى “عمي الطاهر”.

هاجر قويدري: الطاهر وطار رحل مبدعا
ومن جهتها أشادت الروائية هاجر قويدري بمكانة الطاهر وطار وأكدت قائلة : ” بعيدا عن إبداعه الذي يعرفه العالم أجمع والذي ترجم إلى عدة لغات هو إنسان ثوري الطبع تميز بمواقفه التي جعلت الجميع يحترمه.
وأضافت قويدري أن وطار قدم درسا لكل المبدعين حينما مات مبدعا حيث أن آخر رواية كتبها كانت أياما قبل وفاته .

وقال المكلف بالإعلام على مستوى الديوان الوطني للثقافة والإعلام سمير مفتاح أن الأمسية جاءت تكريما للروائي الكبير الطاهر وطار خاصة وأن آخر نشاط لعمي الطاهر كان بفضاء موعد مع الكلمة حيث قدم روايته الأخيرة “فصيد في التذلل”.