فقدت النطق و السمع و صنعت ما عجزت عنه الأخريات

فقدت النطق و السمع و صنعت ما عجزت عنه الأخريات 4-1395

رشا
في الخامسة والعشرين من عمرها فقدت النطق والسمع وصنعت ماعجزت عنه اخريات
فهي نحاتة ونساجة ماهرة . تعشق النحت على الصابون وتتعامل مع الطين وتجيد
حياكة السجاد اليدوي وتنفذ المخطط المرسوم لديها بخيوط الصوف

تعلمت وتتلمذت على ايدي اساتذة ماهرين في مديرية
التراث الشعبي وتعمل في هذه المديرية منذ عشر سنوات ، تعيش في بيت صغير
لايبعد كثيرا عن المعهد ولديها سبع شقيقات احداهن تعمل معها في المعهد وهي
الاخرى فقدت السمع والنطق وتميزت بتنفيذها الفني ولكن يتباين اسلوبها
وطريقة تنفيذ اعمالها . رشا فنانة مبدعة وأنموذج للعراقيات المبدعات ، لقد
تجاوزت محنتها في السمع والنطق منذ طفولتها ..

و واصلت رحلتها بعناد وصبر وكفاح لترسخ بصماتها الفنية على اعمالها التي
تتخذ من البيئة العراقية وموروثاتها مصدرا مهما لافكارها .وصورت اغلب
مجالات الحياة العراقية البغدادية بوجه خاص واحتلت المرأة العراقية حيزا
كبيرا من انتاجها ... وتشير باصابعها ان طموحها ان تملأ اعمالها النحتية
والنسيجية ممرات وقاعات المعهد التي تليق بعراقة تاريخنا الشعبي ... وتقول
رشا بحركات اصابعها ... لقد اصبحت مهنة حياكة السجاد ثانوية ومردودها
الاقتصادي قليلا قياسا بالمهن والحرف الاخرى ، ولكن رغم ذلك لانستغني عنها
... اما عن اسرار هذه المهنة وكيفية اختيار النقوش والالوان . تقول :-
انها لاتحب ان يكون للمهنة اسرار وتتمنى ان يتعلمها الجميع ، وتفرح حين
تقصدها الفتيات الى المعهد لاكتساب الخبرة كي لاتنقرض وتضمحل.
فقدت النطق و السمع و صنعت ما عجزت عنه الأخريات 40

ما شاء الله رشا
من نجاح إلى آخر بإذن الله
بالتوفيق يارب