منتديات بعزيز التعليمية

مرحبا بك زائرنا الكريم في منتديات بعزيز منكم واليكم

اذا كنت غير مسجل يشرفنا ان تقوم بالتسجيل وذلك بالضغط على زر "التسجيل"

واذا كنت مسجل قم بالدخول الان وذلك بالضغط على زر"الدخول"


مع تحيات ،، اداره منتديات بعزيز منكم واليكم

منتديات بعزيز التعليمية

مرحبا بك زائرنا الكريم في منتديات بعزيز منكم واليكم

اذا كنت غير مسجل يشرفنا ان تقوم بالتسجيل وذلك بالضغط على زر "التسجيل"

واذا كنت مسجل قم بالدخول الان وذلك بالضغط على زر"الدخول"


مع تحيات ،، اداره منتديات بعزيز منكم واليكم

منتديات بعزيز التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


طريق الى الباكالوريا دروس | ملخصات | فلاشات | مذكرات | تمارين | مجلات | حوليات | امتحانات | نماذج | نتائج |حلول |
 
محمود درويش . الشاعر محمود درويش . قصائد محمود درويش.روائع الشعر بلسان محمود دوريش CuOT  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 محمود درويش . الشاعر محمود درويش . قصائد محمود درويش.روائع الشعر بلسان محمود دوريش

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ميسي
عضو فضي
عضو فضي
ميسي


رقم العضوية : 3621

الجنس : ذكر

نقاط التميز : 418

عدد المساهمات : 208
تاريخ التسجيل : 30/11/2010
العمر : 25

محمود درويش . الشاعر محمود درويش . قصائد محمود درويش.روائع الشعر بلسان محمود دوريش Empty
مُساهمةموضوع: محمود درويش . الشاعر محمود درويش . قصائد محمود درويش.روائع الشعر بلسان محمود دوريش   محمود درويش . الشاعر محمود درويش . قصائد محمود درويش.روائع الشعر بلسان محمود دوريش Emptyالسبت أبريل 02, 2011 2:47 pm

عن إنسان

وضعوا على فمه السلاسل

ربطوا يديه بصخرة الموتى،

وقالوا: أنت قاتل


أخذوا طعامه، والملابس، والبيارق

ورموه في زنزانة الموتى،

وقالوا : أنت سارق!



طردوه من كل المرافئ

أخذوا حبيبته الصغيرة،

ثم قالوا: أنت لاجئ!


يا دامي العينين، والكفين!

إن الليل زائل

لا غرفة التوقيف باقيةٌ

ولا زرد السلاسل!

نيرون مات، ولم تمت روما...

بعينيها تقاتل!

وحبوب سنبلةٍ تموت

ستملأ الوادي سنابل... !

عاد ......... في الكفن

-1-

يحكون في بلادنا

يحكون في شجن

عن صاحبي الذي مضى

وعاد في كفن


كان اسمه...

لا تذكروا اسمه!

خلوه في قلوبنا...


لا تدعوا الكلمة

تضيع في الهواء، كالرماد...

خلوه جرحاً راعفاً... لا يعرف الضماد

طريقه إليه...

أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام...

أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء

أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!

أخاف أن تنام في قلوبنا

جراحنا...


أخاف أن تنام!!



-2-

العمر... عمر برعمٍ لا يذكر المطر...

لم يبك تحت شرفة القمر

لم يوقف الساعات بالسهر...

وما تداعت عند حائطٍ يداه...

ولم تسافر خلف خيط شهوةٍ... عيناه!

ولم يقبّل حلوةً...

لم يعرف الغزل

غير أغاني مطرب ضيّعه الأمل

ولم يقل لحلوة: الله!

إلا مرتين!

لم تلتفت إليه... ما أعطته إلا طرف عين

كان الفتى صغيرا...

فغاب عن طريقها

ولم يفكر بالهوى كثيرا... !



-3-

يحكون في بلادنا

يحكون في شجن

عن صاحبي الذي مضى

وعاد في كفن

ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب

لأمه: الوداع!

ما قال للأحباب... للأصحاب:

موعدنا غداً!

ولم يضع رسالة... كعادة المسافرين

تقول: إني عائدٌ... وتسكت الظنون

ولم يخطّ كلمةً...

تضيء ليل أمه التي...

تخاطب السماء والأشياء،

تقول: يا وسادة السرير!

يا حقيبة الثياب!

يا ليل! يا نجوم! يا إله! يا سحاب! :

أما رأيتم شارداً... عيناه نجمتان؟

يداه سلتان من ريحان

وصدره وسادة النجوم والقمر

وشعره أرجوحةٌ للريح والزهر!

أما رأيتم شارداً

مسافراً لا يحسن السفر!

راح بلا زواًّدة، من يطعم الفتى

إن جاع في طريقه؟

من يرحم الغريب؟

قلبي عليه من غوائل الدروب!

قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!

قولوا لها، يا ليل! يا نجوم!

يا دروب! يا سحاب!

قولوا لها: لن تحملي الجواب

فالجرح فوق الدمع... فوق الحزن والعذاب!

لن تحملي... لن تصبري كثيرا

لأنه...

لأنه مات، ولم يزل صغيرا!



-4-

يا أمه!

لا تقلقي الدموع من جذورها!

للدمع يا والدتي جذور،

تخاطب المساء كل يوم...

تقول: يا قافلة المساء!

من أين تعبرين؟

غصًّت دروب الموت... حين سدّها المسافرون

سدّت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين

لحظتين!

لتمسحي الجبين والعينين

وتحملي من دمعنا تذكار

لمن قضوا من قبلنا... أحبابنا المهاجرين

يا أمه ! لا تقلقي الدموع من جذورها

خلّي ببئر القلب دمعتين!

فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه

أو صديقه أنا

خلي لنا...

للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين!



-5-

يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا

حرائق الرصاص في وجناته

وصدره... ووجهه...

لا تشرحوا الأمور!

أنا رأيت جرحه

حدقت في أبعاده كثيرا...

"قلبي على أطفالنا"

وكل أم تحضن السريرا!

يا أصدقاء الراحل البعيد

لا تسألوا: متى يعود

لا تسألوا كثيرا

بل اسألوا: متى

يستيقظ الرجال!



عن الصمود

-1-

لو يذكر الزيتون غارسه

لصار الزيت دمعا!

يا حكمة الأجداد

لو من لحمنا نعطيك درعا!

لكنّ سهل الريح،

لا يعطي عبيد الريح زرعا!

فالام نصحي السمع للخطباء

والنيران جوعا؟

إنّا سنقلع بالرموش

الشوك والأحزان... قلعا!

وإلام نحمل عارنا وصليبنا!

والكون يسعى...

سنظل في الزيتون خضرته،

وحول الأرض درعا!!



-2-

إنا نحبّ الورد،

لكنّا نحبّ القمح أكثر

ونحبّ عطر الورد،

لكن السنابل منه أطهر

فاحموا سنابلكم من الإعصار

بالصدر المسمّر

هاتوا السياج من الصدور...

من الصدور، فكيف يكسر؟؟

النار تلتهم الحقول الضارعات

وأنت تسهر!

اقبض على عنق السنابل

مثلما عانقت خنجر!

الأرض، والفلاح، والإصرار،

قل لي: كيف تقهر...

هذي الأقاليم الثلاثة،

كيف تقهر؟





عن الأمنيات

لا تقل لي:

ليتني بائع خبر في الجزائر

لأغني مع ثائر!



لا تقل لي:

ليتني راعي مواشٍ في اليمن

لأغني لانتفاضات الزمن



لا تقل لي:

ليتني عامل مقهى في هافانا

لأغني لانتصارات الحزانى!



لا تقل لي:

ليتني أعمل في أسوان حمّالاً صغير

لأغني للصخور



يا صديقي! لن يصب النيل في الفولغا

ولا الكونغو، ولا الأردن، في نهر الفرات!

كل نهر، وله نبع... ومجرى... وحياة!

يا صديقي!... أرضنا ليست بعاقر

كل أرض، ولها ميلادها

كل فجر، وله موعد ثائر!



بطاقة هوية



سجّل!

أنا عربي

ورقم بطاقتي خمسون ألف

وأطفالي ثمانيةٌ

وتاسعهم.. سيأتي بعد صيف!

فهل تغضب؟



سجّل!

أنا عربي

وأعمل مع رفاق الكدح في محجر

وأطفالي ثمانيةٌ

أسلّ لهم رغيف الخبز،

والأثواب والدفتر

من الصخر

ولا أتوسّل الصدقات من بابك

ولا أصغر

أمام بلاط أعتابك

فهل تغضب؟



سجل!

أنا عربي

أنا إسمٌ بلا لقب

صبورٌ في بلادٍ كلّ ما فيها

يعيش بفورة الغضب

جذوري...

قبل ميلاد الزمان رست

وقبل تفتّح الحقب

وقبل السّرو والزيتون

.. وقبل ترعرع العشب

أبي.. من أسرة المحراث

لا من سادةٍ نجب

وجدّي كان فلاحاً

بلا حسبٍ.. ولا نسب!

يعلّمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب

وبيتي كوخ ناطورٍ

من الأعواد والقصب

فهل ترضيك منزلتي؟

أنا إسمٌ بلا لقب!



سجل!

أنا عربي

ولون الشعر.. فحميٌّ

ولون العين.. بنيٌّ

وميزاتي:

على رأسي عقالٌ فوق كوفيّه

وكفّي صلبةٌ كالصخر

تخمش من يلامسها

وعنواني:

أنا من قريةٍ عزلاء منسيّه

شوارعها بلا أسماء

وكلّ رجالها في الحقل والمحجر

فهل تغضب؟



سجّل

أنا عربي

سلبت كروم أجدادي

وأرضاً كنت أفلحها

أنا وجميع أولادي

ولم تترك لنا.. ولكلّ أحفادي

سوى هذي الصخور..

فهل ستأخذها

حكومتكم.. كما قيلا؟!!

إذن!

سجّل.. برأس الصفحة الأولى

أنا لا أكره الناس

ولا أسطو على أحدٍ

ولكنّي.. إذا ما جعت

آكل لحم مغتصبي

حذار.. حذار.. من جوعي

ومن غضبي!!


عاشق من فلسطين \\\


عيونِك شوكةٌ في القلب

توجعني... وأعبدُها

وأحميها من الريحِ

وأُغمدها وراء الليل والأوجاع... أغمدها

فيشعل جُرحُها ضوءَ المصابيحِ

ويجعل حاضري غدُها

أعزَّ عليَّ من روحي

وأنسى، بعد حينٍ، في لقاء العين بالعينِ

بأنّا مرة كنّا، وراءَ الباب، إثنينِ!



كلامُكِ... كان أغنيهْ

وكنت أُحاول الإنشاد

ولكنَّ الشقاء أحاط بالشفة الربيعيَّة

كلامك، كالسنونو، طار من بيتي

فهاجر باب منزلنا، وعتبتنا الخريفيَّه

وراءك، حيث شاء الشوقُ...

وانكسرت مرايانا

فصار الحزن ألفينِ

ولملمنا شظايا الصوت...

لم نتقن سوى مرثيَّة الوطنِ!

سنزرعها معاً في صدر جيتارِ

وفق سطوح نكبتنا، سنعرفها

لأقمارٍ مشوَّهةٍٍ...وأحجارِ

ولكنّي نسيتُ... نسيتُ... يا مجهولةَ الصوتِ:

رحيلك أصدأ الجيتار... أم صمتي؟!



رأيتُك أمسِ في الميناءْ

مسافرة بلا أهل... بلا زادِ

ركضتُ إليكِ كالأيتامُ،

أسأل حكمة الأجداد:

لماذا تُسحبُ البيَّارة الخضراءْ

إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناءْ

وتبقى، رغم رحلتها

ورغم روائح الأملاح والأشواق،

تبقى دائماً خضراء؟

وأكتب في مفكرتي:

أُحبُّ البرتقال. وأكرهُ الميناء

وأَردف في مفكرتي:

على الميناء

وقفتُ. وكانت الدنيا عيونَ شتاءْ

وقشر البرتقال لنا. وخلفي كانت الصحراء!



رأيتُكِ في جبال الشوك

راعيةً بلا أغنام

مطارَدةً، وفي الأطلال...

وكنت حديقتي، وأنا غريب الدّار

أدقُّ الباب يا قلبي

على قلبي...

يقرم الباب والشبّاك والإسمنت والأحجار!



رأيتكِ في خوابي الماء والقمحِ

محطَّمةً. رأيتك في مقاهي الليل خادمةً

رأيتك في شعاع الدمع والجرحِ.

وأنتِ الرئة الأخرى بصدري...

أنتِ أنتِ الصوتُ في شفتي...

وأنتِ الماء، أنتِ النار!



رأيتكِ عند باب الكهف... عند النار

مُعَلَّقَةً على حبل الغسيل ثيابَ أيتامك

رأيتك في المواقد... في الشوارع...

في الزرائب... في دمِ الشمسِ

رأيتك في أغاني اليُتم والبؤسِ!

رأيتك ملء ملح البحر والرملِ

وكنتِ جميلة كالأرض... كالأطفال... كالفلِّ

وأُقسم:

من رموش العين سوف أُخيط منديلا

وأنقش فوقه شعراً لعينيكِ

وإسماً حين أسقيه فؤاداً ذاب ترتيلا...

يمدُّ عرائش الأيكِ...

سأكتب جملة أغلى من الشُهَدَاء والقُبَلِ:

"فلسطينيةً كانتِ. ولم تزلِ!"

فتحتُ الباب والشباك في ليل الأعاصيرِ

على قمرٍ تصلَّب في ليالينا

وقلتُ لليلتي: دوري!

وراء الليل والسورِ...

فلي وعد مع الكلمات والنورِ.

وأنتِ حديقتي العذراءُ...

ما دامت أغانينا

سيوفاً حين نشرعها

وأنتِ وفيَّة كالقمح...

ما دامت أغانينا

سماداً حين نزرعها

وأنت كنخلة في البال،

ما انكسرتْ لعاصفةٍ وحطّابِ

وما جزَّت ضفائرَها

وحوشُ البيد والغابِ...

ولكني أنا المنفيُّ خلف السور والبابِ

خُذينيَ تحت عينيكِ

خذيني، أينما كنتِ

خذيني، كيفما كنتِ

أردِّ إليَّ لون الوجه والبدنِ

وضوء القلب والعينِ

وملح الخبز واللحنِ

وطعم الأرض والوطنِ!

خُذيني تحت عينيكِ

خذيني لوحة زيتيَّةً في كوخ حسراتِ

خذيني آيةً من سفر مأساتي

خذيني لعبة... حجراً من البيت

ليذكر جيلُنا الآتي

مساربه إلى البيتِ!



فلسطينيةَ العينين والوشمِ

فلسطينية الإسمِ

فلسطينية الأحلام والهمِّ

فلسطينية المنديل والقدمَين والجسمِ

فلسطينية الكلمات والصمتِ

فلسنينية الصوتِ

فلسطينية الميلاد والموتِ

حملتُك في دفاتريَ القديمةِ

نار أشعاري

حملتُك زادَ أسفاري

وباسمك، صحتُ في الوديانْ:

خيولُ الروم!... أعرفها

وإن يتبدَّل الميدان!

خُذُوا حَذَراً...

من البرق الذي صكَّته أُغنيتي على الصوَّانْ

أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسانْ

أنا. ومحطِّم الأوثانْ.

حدود الشام أزرعها

قصائد تطلق العقبان!

وباسمك، صحت بالأعداءْ:

كلي لحمي إذا نمت ياديدانْ

فبيض النمل لا يلد النسور

وبيضةُُ الأفعى...

يخبىء قشرُها ثعبانْ!

خيول الروم... أعرفها

وأعرف قبلها أني

أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسان!


"يوميات الحزن العادي\\\

اوقفتني جندية صغيرة وسألتني عن قنبلتي وصلاتي. قلت للجندية الصغيرة: أنا لا أُحارب ولا أُصلي. قالت الجندية الصغيرة: لماذا جئت الى القدس اذن؟

قلت: لأعبر بين القنبلة والصلاة

على ذراعي اليمنى آثار الحرب

وعلى ذراعي اليسرى آثار رب

لكنني لا أحارب ولا أصلي

قالت الجندية: وماذا تكون؟

قلت: ورقة (يا نصيب) بين القنبلة والصلاة.قالت: ماذا تفعل لو ربحت؟

قلت: اشتري لوناً لعيني حبيبتي

حسبتني الجندية شاعراً فأخلت سبيلي


من يوميات اثر الفراشة \\



أَثر الفراشة

أَثر الفراشة لا يُرَى
أَثر الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى، ويرحلُ
حين يتَّضحُ السبيلُ
هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ
أشواقٌ إلى أَعلى
وإشراقٌ جميلُ
هو شامَةٌ في الضوء تومئ
حين يرشدنا الى الكلماتِ
باطننا الدليلُ
هو مثل أُغنية تحاولُ
أن تقول، وتكتفي
بالاقتباس من الظلالِ
ولا تقولُ...
أَثرُ الفراشة لا يُرَى
أُثرُ الفراشة لا يزولُ



علي شاطيء البحر بنتٌ. وللبنت أَهلٌ

وللأهل بيتٌ. وللبيت نافذتان وبابْ...

وفي البحر بارِجَـةٌ تتسَلَّي

بصَـيْــدِ الـمُشَاة علي شاطيء البحر:

أَربعَةٌ، خَمْسَةٌ، سَبْــعَةٌ

يسقطون علي الرمل، والبنتُ تنجو قليلاً

لأنَّ يداً من ضبابْ

يداً ما إلهيَّـةً أَسْعَفَتْها، فنادتْ: أَبي

يا أَبي! قُمْ لنرجع، فالبحر ليس لأمثالنا!

لم يُجِبْــها أبوها الـمُسَجَّي علي ظلِّهِ

في مهبِّ الغيابْ

دَمٌ في النخيل، دَمٌ في السحابْ

يطير بها الصوتُ أَعلي وأَبعدَ مِنْ

شاطيء البحر. تصرخ في ليل بَرّ ية،

لا صدي للصدي.

فتصير هي الصرخةَ الأبديَّـةَ في خَبَرٍ

عاجلٍ، لم يعد خبراً عاجلاً

عندما

عادت الطائرات لتقصف بيتاً بنافذتين وبابْ!

"ذباب أَخضر":

أَلمشهد هُوَ هُوَ. صيفٌ وعَرَقٌ، وخيال

يعجز عن رؤية ما وراء الأفق. واليوم

أفضلُ من الغد. لكنَّ القتلي هم الذين

يتجدّدون. يُولَدُون كُلَّ يوم. وحين يحاولون

النوم يأخذهم القتلُ من نعاسهم إلي نومٍ

بلا أحلام. لا قيمة للعدد. ولا أَحد

يطلب عوناً من أحد. أصوات تبحث عن

كلمات في البرية، فيعود الصدي واضحاً

جارحاً: لا أَحد. لكن ثمَّـةَ من يقول:

من حق القاتل أن يدافع عن غريزة

القتل . أمَّا القتلي فيقولون متأخرين:

من حق الضحية أن تدافع عن حَـقِّها في

الصراخ . يعلو الأذان صاعداً من وقت

الصلاة إلي جنازات متشابهة: توابيتُ

مرفوعةٌ علي عجل، تدفن علي عجل... إذ لا

وقت لإكمال الطقوس، فإنَّ قتلي آخرين

قادمون، مسرعين، من غاراتٍ أخري. قادمون

فُرَادي أو جماعات... أو عائلةً واحدةً لا

تترك وراءها أيتاماً وثكالي. السماء رماديَّةٌ

رصاصية، والبحر رماديٌّ أزرق. أَمَّا لون

الدم فقد حَجَبَتْهُ عن الكاميرا أَسرابٌ من

ذباب أَخضر!

"كقصيدةٍ نثريّة":

صيفٌ خريفيٌّ علي التلال كقصيدةٍ نثرية. النسيم

إيقاعٌ خفيف أحسُّ به ولا أَسمعه في تواضُع

الشجيرات. والعشب المائل إلي الأصفرار صُوَرٌ

تتقشَّفُ، وتُغري البلاغة بالتشَبُّه بأَفعالها

الماكرة. لا احتفاء علي هذه الشِعاب إلَّا

بالـمُتاح من نشاط الدُوريّ، نشاطٍ يراوح

بين معنيً وعَبَث. والطبيعة جسدٌ يتخفَّف

من البهرجة والزينة، ريثما ينضج التين والعنب

والرُمَّان ونسيانُ شهواتٍ يوقظها المطر. لولا

حاجتي الغامضة إلي الشعر لَـمَا كنت في حاجة

إلي شيء ـ يقول الشاعر الذي خَفَّتْ حماسته

فقلَّت أخطاؤه. ويمشي لأن الأطباء نصحوه

بالمشي بلا هدف، لتمرين القلب علي لامبالاةٍ ما

ضروريةٍ للعافية. وإذا هجس، فليس

بأكثر من خاطرة مجانيّة. الصيف لا يصلح

للإنشاد إلّا في ما ندر. الصيف قصيدةٌ

نثريَّةٌ لا تكترث بالنسور المحلِّقة في الأعالي.


"ليتني حجر":

لا أَحنُّ إلي أيِّ شيءٍ

فلا أَمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي

ولا حاضري يتقدَّمُ أَو يتراجَعُ

لا شيء يحدث لي!

ليتني حَجَرٌ ـ قُلْتُ ـ يا ليتني

حَجَرٌ ما ليصقُلَني الماءُ

أَخضرُّ، أَصفَرُّ ... أُوضَعُ في حُجْرَ ةٍ

مثلَ مَنْحُوتةٍ، أَو تماريـنَ في النحت...

أو مادَّةً لانبثاق الضروريِّ

من عبث اللاضروريّ ...

يا ليتني حجرٌ

كي أَحنَّ إلي أيِّ شيء!

"أَبعد من التماهي":

أَجلسُ أمام التلفزيون، إذ ليس في وسعي

أن أفعل شيئاً آخر. هناك، أمام التلفزيون،

أَعثُرُ علي عواطفي، وأَري ما يحدث بي ولي.

ألدخان يتصاعد مني. وأَمدُّ يدي المقطوعةَ

لأمسك بأعضائي المبعثرة من جسومٍ عديدة،

فلا أَجدها ولا أهرب منها من فرط جاذبيّة

الألم. أَنا المحاصَرُ من البرِّ والجوِّ والبحر

واللغة. أقلعتْ آخرُ طائرةٍ من مطار بيروت

ووضعتني أمام التلفزيون، لأشاهد بقيَّة موتي

مع ملايين المشاهدين، لا شيء يثبت أني

موجود حين أفكِّر مع ديكارت، بل حين ينهض

مني القربان، الآن، في لبنان. أَدخُلُ في

التلفزيون، أنا والوحش. أَعلم أنَّ الوحش

أقوي مني في صراع الطائرة مع الطائر. ولكني

أَدمنت، ربما أكثر مما ينبغي، بُطُولَةَ المجاز:

التهمني الوحشُ ولم يهضمني. وخرجتُ سالماً

أكثر من مرة. كانت روحي التي طارت شَعَاعاً

مني ومن بطن الوحش تسكن جسداً آخر

أَخفَّ وأَقوي، لكني لا أعرف أين أنا

الآن: أمام التلفزيون، أم في التلفزيون.

أما القلب فإني أراه يتدحرج، ككوز صنوبر،

من جبل لبناني إلي رَفَح!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الأمل
عضو ملكي
عضو ملكي
نور الأمل


رقم العضوية : 3006

الجنس : انثى

نقاط التميز : 1123

عدد المساهمات : 1049
تاريخ التسجيل : 06/11/2010
العمر : 28
الموقع : في بلاد الأحزان
الأوسمة : محمود درويش . الشاعر محمود درويش . قصائد محمود درويش.روائع الشعر بلسان محمود دوريش 1010

محمود درويش . الشاعر محمود درويش . قصائد محمود درويش.روائع الشعر بلسان محمود دوريش Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمود درويش . الشاعر محمود درويش . قصائد محمود درويش.روائع الشعر بلسان محمود دوريش   محمود درويش . الشاعر محمود درويش . قصائد محمود درويش.روائع الشعر بلسان محمود دوريش Emptyالإثنين أبريل 04, 2011 6:08 pm

محمود درويش . الشاعر محمود درويش . قصائد محمود درويش.روائع الشعر بلسان محمود دوريش Merci
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://elsadikat.banouta.net/forum.htm
 
محمود درويش . الشاعر محمود درويش . قصائد محمود درويش.روائع الشعر بلسان محمود دوريش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» باريس تطلق اسم محمود درويش على أحد ميادينها
» فراس ابراهيم : " أنا محمود درويش قريباً "
» تاجا: محمود درويش أطلق علّي لقب "أنطوني كوين العرب"
» قصائد مضحكه
» الراحل بن طوبال بلسان معاصريه: رمز ثوري ونموذج للاحتذاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بعزيز التعليمية :: الاقسام الترفيه و التسلية :: منتدى الشعر و الخواطر | Forum Poésie et pensées-
انتقل الى: