نجل المهدي بن بركة من باريس: نأسف لغياب الاهتمام المغربي بقضية والدي

بعد مرور 44 عاما على واحدة تعد من أشهر الجرائم السياسية في تاريخ العالم المعاصر، طفت قضية المعارض السياسي المغربي المختفي المهدي بن بركة سنة 1965، إلى السطح مجددا، وبأكثر حدة خلال هذا العام، لتعلن على أن الذاكرة وبمضي أكثر من أربعين عاما لا تزال حية، ولا يزال الملف مفتوحا، فالقضية أشهر وأبلغ، والجدل حول اختطاف واغتيال أشهر رجال المعارضة في المغرب سيضل يشق طريقه وسط الكثير من القراءات التي تثيرها الشهادات التي تبرز بين الفينة والأخرى حول هذا الملف.
قال البشير بن بركة، النجل الأكبر للمعارض المغربي الراحل المهدي بن بركة، في حوار خص به موقع الإذاعة الجزائرية، أن العائلة لا تزال تنتظر معرفة مكان الجثة، بغض النظر عن محاكمة الفاعلين، أو الانتقام منهم.
طفت قضية المهدي بن بركة إلى السطح مجددا وتحديدا في 18 سبتمبر الفارط عندما قام الأنتربول بنشر أوامر بالتوقيف صادرة عن القاضي الفرنسي باتريك راماييل في حق أربعة مسؤوليين مغربيين:
-إلى أين وصل ملف القضية؟ وما الجديد فيه؟
*البشير بن بركة: أوامر التوقيف الصادرة عن القضاء الفرنسي هي استمرار لعمل القضاء مند أكثر من أربعين عاما بغرض كشف الحقيقة حول قضية بن بركة، وأنا آسف لعدم دفع الحكومة المغربية بملف والدي نحو الأمام، لمعرفة تفاصيل اختطافه واغتياله.
فكل مرة تفتح فيها نافذة قضائية على ملف القضية الا وتم غلقها من جديد من قبل السلطات المغربية.
فعدم تعاون القضاء المغربي يعد سببا رئيسيا في تعقيد ملف القضية، و لجوء القاضي الفرنسي إلى هذا الإجراء هو بمثابة رد على ما وصفه “بالعراقيل المتتالية التي وضعها القضاء المغربي أمامه”.
صرح مسؤول مغربي مؤخرا أنه تم اختطاف و قتل مهدي بن بركة “بقرار سياسي” مطالبا الحكومة المغربية “بقول الحقيقة كاملة” حول هذه القضية:
-ما صحة هذا القول؟
*البشير بن بركة: لم اعلم بهذا التصريح، وما اعرفه أن من أخذ على عاتقه التحري في هذه القضية هو المنتدى المغاربي (الحقيقة والإنصاف)، الذي مضى في مسعى الوصول – أو على الأقل المساهمة في الوصول – إلى الحقيقة.
إلى جانب هذا يوجد ناشطون حقوقيون في المغرب رفعوا التحدي من أجل كشف الحقيقة الكاملة حول من كان وراء اغتيال والدي.
اختلفت الروايات حول طريقة اغتيال المهدي بن بركة، فهناك من قال أنها أحرقت في باريس، وهناك من قال إن جثته أخفيت بصب الخرسانة عليها، فيما قال آخرون إن جسده أذيب في الأحماض:
-ماهي الرواية الأقرب إلى الصحة في نظرك؟
*البشير بن بركة: ولا واحدة من هذه الروايات هي الأقرب إلى الحقيقة، فهناك احتمال لوجود روايات أخرى حول الحادثة وتحمل في طياتها مفتاح لغز القضية بالنسبة للقضاء.
فالهدف من تعدد الروايات هو إخفاء الحقيقة من قبل السلطات المغربية حتى لايتسنى لنا معرفة ما جرى، وماهي الأسباب التي أدت إلى اغتيال والدي.
-في رأيك، هل تعتقد أن السلطات الرسمية المغربية لا تسمح بالذهاب بعيدا في البحث عن الحقيقة؟
*البشير بن بركة: أدعو السلطات المغربية إلى تطبيق المعاهدة القضائية الموقعة بين المغرب وفرنسا من أجل كشف الحقيقة.
فالالتزام بالتعاون القضائي والإداري بين الدول المعنية بالقضية، المغرب وفرنسا، بشكل فعال ..وحده الكفيل بالكشف عن حيثيات اغتيال والده.
قلتم نحن مصرون على معرفة مصير والدي وكمسؤولين سياسيين في المغرب أن نعرف الحقيقة في جريمة سياسية:
-هل ترى أن ما يزيد مأساوية الجريمة هو عدم العثور حتى يومنا هذا على جثمان هذا الزعيم السياسي المغربي.
*البشير بن بركة: أنا متأسف أنه على الرغم من مرور كل هذه السنين لا نزال نبحث عن إجابات حول القضية كعائلة، وكمواطنين، وكمسؤولين سياسيين في المغرب يودون معرفة الحقيقة الكاملة في جريمة سياسية.
فعائلة بن بركة لا يهمها محاكمة المسؤولين عن تصفية الوالد بقدر ما يهمها معرفة ما جرى للأب وأين جثته الآن، و الذهاب إلى أبعد الحدود في هذه القضية لمعرفة الحقيقة.
-هل تظن أن القضية ستعرف انفراجا سنة 2010؟

*البشير بن بركة: ” تمنيت ذلك في 2008 و 2009 وفي كل سنة” و أنه لن ييأس ما دام الشهود موجودين ، فما ينقص هو إرادة سياسية لدول حوض المتوسط حتى تنجلي الحقيقة الكاملة في الأخير.